الثلاثاء، 27 مارس 2012

الأغراض البلاغية للأمر

الأمر
الأمر:معناه الحقيقي طلب حصول فعل من المخاطب لم يكن حاصلا قبل الطلب. وله أربع صيغ مشهورة:
1- فعل الأمر
- قال تعالى :"اقرأ باسم ربك الذي خلق".
2- الفعل المضارع المقترن بلام الأمر:
- " لينفق ذو سعة من سعته".
3- المصدر النائب عن فعل الأمر:
- قال الشاعر :
صياماً إلى أن يفطر السيف بالدم              وصمتاً إلى أن يصدح الحق يا فمي
4- اسم فعل الأمر:
- عليكم بالجهاد فإنه ذروة سنام الإسلام.


الأغراض البلاغية للأمر كثيرة ، تفهم من سياق الكلام ودلالة القرائن ، ونذكر فيما يلي أهمها:
1- الدعاء : إذا كان الأمر تضرعا من الأدنى إلى الأعلى.
- قال تعالى:"ربنا آتنا من لدنك رحمة وهيء لنا من أمرنا رشدا".
2- الالتماس: إذا كان الأمر من ندّ إلى ندّ.
- قال الشاعر يخاطب صديقيه:
           فخطا بأطراف الأسنّة مضجعي              وردّا على عينيّ فضل ردائيا
3- النصح والإرشاد: إذا قصد من الأمرنصح لا إلزام فيه.
- قال عليه السلام:" دع ما يريبك إلى ما لا يريبك"
4- التمني: إذا كان الأمر موجها إلى غير العاقل.
- قال الشاعر : ألا أيّها الليل الطويل ألا انجلي          بصبح وما الإصباح منك بأمثل
5- التعجيز:إذا كان الأمر لبيان عجز المأمور، أو إذا كان المأمور به مستحيلا.
- قال تعالى :" قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين".
6- التهديد: ويكون في عدم الرضا بالمأمور به.
- قال تعالى: " اعملوا ما شئتم إنه بنا تعملون بصير"
7- الإباحة: ويكون الأمر لمن يعتقد عدم جواز الفعل.
- قال تعالى :" وكلوا واشربوا حتى يتبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر".
8- التهكم والتحقير: إذا تضمن الأمر سخرية أو تحقير .
- قال الشاعر : زعم الفرزدق أن سيقتل مربعا        أبشر بطول سلامة يا مربع
9- التسوية: ويكون الأمر فيها بفعل الفعل أو عدم فعله سواء.
قال تعالى: " فاصبروا أو لا تصبروا سواء عليكم ".
10- التمييز:إذا أفاد السياق عدم جواز الجمع بين الشيئن.
- قال الشاعر : فإما حياة تسر الصديق          وإما ممات يغيظ العدا
11- التعجب: إذا أراد معنى الاستغراب والتعجب.
- قال تعالى :" انظر كيف ضربوا لك الأمثال".

الأحد، 25 مارس 2012

عهد الطفولة



تحليل نص مقال عهد الطفولة


.
1-  مضمون السيرة الذاتية:

يتألف هذا النص من المشاهد الآتية:
·
إشفاق الكاتب على ابنته وحرصه عليها.
·
صفاته وهو فتى في الثالثة عشر من عمره.
·
جده في الدرس والتحصيل.
·
صبره على ما كان يعانيه من شظف العيش.
·
حرصه على رضا والديه.

2- سمات الأفكار:
1- مرتبة ومتسلسلة: فالمشهد الأول تمهيد للمشاهد التالية، وبوابة العبور إلى مضمون النص وجوهره.حيث يبرز كفاح الكاتب ومثابرته، وكيف استطاع أن يشق طريقه، وأن يهيئ لنفسه ما لم يستطع أن يهيئه لنفسه كثير غيره ،ويختتم الكاتب المشاهد بالإشارة إلى أسباب تخطيه مرحلة شظف العيش، وعوامل انتصاره على الواقع...
2- تنطلق إلى فضاء الإنسانية: فالبيئة الاجتماعية الفقيرة وصعوبات الحياة والصبر على المكاره، والتصميم على تحقيق الطموح رغم الإعاقة ،كل هذه الأحوال والظواهر تقع ضمن دائرة السلوك الإنساني في كل مجتمع. والكاتب عندما يعرضها إنما يعرض قصة نجاح إنساني من الممكن أن تتكرر في أي مجتمع آخر من المجتمعات البشرية.
3- تحليل المواقف وتجسيم المشاهد: فهو يصور أعماق ذاته من خلال رؤية واعية للنفس البشرية ،وبصر نافذ إلى طبائع الناس، وبهذا أصبحت السيرة الذاتية في ضوء هذا التحليل فنا يعتني بالإنسان الفرد على أساس من الصدق والواقع التاريخي.


3- العاطفة:
عاطفة الكاتب متعددة الأبعاد ، تتجلى في جانب من جوانبها عاطفة الأبوة المتمثلة في حب الكاتب لابنته، وحرصه على أن يوفر لها كل أسباب الراحة والسعادة ورخاء العيش، كما تتجلى فيها عاطفة الحزن والأسى لطفولته الشقية ، وعاطفة الحرص على والديه وإشفاقه عليهما، وعاطفة إعجابه بنفسه وبتجربته الذاتية،وربما حققه من مكانة يعجز عن تحقيقها كثير من أصحاب العقول والإرادات .
وعاطفة الكاتب في كل مناحيها عاطفة صادقة وقوية ،موجهة لكل من الابنة والكاتب نفسه.
4- التعبير:

أ- الألفاظ الملائمة للمواقف والأحاسيس: لغة التعبير في النص لونتها عاطفة الكاتب الجياشة ،فجاءت موافقة للمواقف والمشاهد المختلفة، كما مالت إلى السهولة والوضوح لتناسب أسلوب الحكاية والسرد القصصي.
وقد استخدم الكاتب ضمير الغائب في الحديث عن نفسه؛ ليثير رغبة المتلقي في معرفة المتحدث ،وليبتعد عما يكرهه الناس من الحديث عن النفس بلفظ " الأنا".

ب- الترادف:
ومن خصائص التعبير في النص،ميل الكاتب إلى استخدام الترادف،لينفذ بهما إلى وجدان القارئ ،وهو يحرص على توفيرهما في ترسله ،ولو اضطر إلى التكرار من غير وعظ ممل أو تحليل مخل،ومن الأمثلة على ذلك قوله:" واضح الجبين ، مبتسم الثغر" " لا تختلف خطاه ، لا يتردد في مشيه"
وفي وصف ابنته: " ساذجة طيبة" فساذجة تتفق في الدلالة مع طيبة...
والكاتب في ميله إلى استخدام الترادف ،يسعى لبسط أفكاره وتقليبها لتحقيق الوضوح، ودفع الإبهام ،وتحريك النفس واستثارة العواطف.

ج- توكيد الأفكار:
ومن ملامح التعبير في النص التوكيد المعنوي للأفكار بأدوات التوكيد المختلفة من مثل: ( إنّ ، لام التوكيد ، قد ، استخدام المفعول المطلق )، ومن أمثلته: " إنك يا بنيتي ساذجة" ، " لقد عرفته" ، " وإني لأعرف" ، " وإني لأخشى" ، " إن أباك أحبك حقا" ، " وجدّ في إسعادك حقا"
ومن التكرار اللفظي قوله: " لن أحدثك بشيء مما كان عليه أبوك ،لن أحدثك بشيء من هذا"
ومن أمثلة التوكيد بالمفعول المطلق: " تقتحمه العين اقتحاما ، يلتهم كلامه التهاما".

د- المحسنات البديعية:
أدت المحسنات البديعية دورها في التأثير والإقناع ،فجاءت الطباقات لتبرز تقلبات الزمن في حياة الكاتبـ، وحالة التناقض بين الطفولتين . طفولته بما فيها من تعثر ومعاناة ومرارة ؛ وطفولة ابنته وما تنعم به من سعادة ولين: " هدوء الليل وبهجة النهار" ، " البؤس والنعيم" ، " اليأس والأمل" ، " الفقر والغنى" ، " الشقاء والسعادة"
ومن المحسنات كذلك حسن التقسيم والازدواج في قوله: " لكذبت كثيرا من ظنك ولخيبت كثيرا من أملك" وقوله : " فبدله من البؤس نعيما ، ومن اليأس أملا ،ومن الفقر غنى ، ومن الشقاء سعادة"
وحسن التقسيم يحدث إيقاعا وتنغيما موسيقيا يكسب النص جمالا ورشاقة.

هـ - الأساليب الإنشائية والخبرية:
يستخدم الكاتب الاستفهام التقريري بكثافة حيث يطلق من خلاله مجموعة أحكام ؛ليجعل القارئ المتلقي يشاركه الرأي فيها ويقر بصحتها ..كقوله:
ألست ترين أن أباك خير الرجال وأكرمهم .؟
ألست ترين أنه كان كذلك خير الأطفال وأنبلهم؟
ألست مدينة لهذا الملك بما أنت فيه؟
ونجد ذلك أيضا في الأمر كقوله: " انظري" وغرضه الحث
والنداء : " يا ابنتي" وغرضه إظهار ما يختزنه قلبه من مشاعر الحب تجاه ابنته.

5- التصــــــــــوير:
يجيد طه حسين الوصف التصويري ،فليس التصوير عنده مقصورا على التشبيه والاستعارة أو الكناية، بل يمتد إلى تصوير الوقائع ، والأحوال ، والتغلغل في أعماق النفس ، ونقل ما يدور من أحوال تحلو حينا وتكون مرة أحيانا أخرى ،تبعا لتقلبات الزمن عليه، فنصغي إليه مأخوذين برشاقة حديثه ،ودقة تصويره.
ويتبين ذلك وهو يعرض علينا صورة ذلك الأزهري الضرير فتلاحظ صورة دقيقة نلمح خطوطها في حركة هذا الصبي ،وهو يتردد على الأزهر مسرعا مع قائده ،لا يختلف خطاه . وفي لون نراه في الوجه الشاحب ،والعباءة القذرة ،والطاقية التي استحال بياضها إلى سواد ،وفي صوت نسمعه في حديث الأستاذ إلى تلاميذه ،و وقع خطا الصبي.
إنها صورة حية مائجة بالحركة ، تشعرك بأن التجربة التي تقرؤها هي تجربتك ؛فتعيشها بصميم كِيانك . ومع الصورة الكلية التي رسمها الكاتب تأتلف الصور الجزئية.

وتظهر الاستعارة المكنية في قوله:
"
هذه الظلمة التي تغشى وجوه المكفوفين"
"
يلتهم الكلام التهاما" حيث يصور الكلام طعاما شهيا ، وهي توحي بالإقبال الشديد على طلب العلم ومتابعته.
"
لفتحت إلى قلبك الساذج ،ونفسك الحلوة ، بابا من أبواب الحزن"
وهكذا تلعب صور الكاتب دورها في عملية الإبداع الفني ،ألا ترى إبداعا فنيا في تصوير الكاتب وقدرته الفائقة على الوصف؟ وهو ذلك الكفيف الذي لا يبصر بعينيه ،ولكنه يبصر ببصيرته ،ويحدد الأشياء وطبيعتها بصوته؟!

الاثنين، 19 مارس 2012

حبّ إلى مطرح: سيف الرحبي


حّب إلى مطرح:   سيف الرحبي

التقديم المادي: قصيدة من الشعر الحر( شعر النثر) للشاعر العماني  سيف الرحبي مأخوذة من مجموعته الشعرية " رأس المسافر المطبعة الشرقية" 1989م .

التقديم المعنوي:يحاول الشاعر رسم صورة مدينته المحببة متذكرا" أهم ملامحها
- في هذه القصيدة : " حب إلى مطرح" مطرح مدينة عريقة اشتهرت بأسوارها ومينائها وهي مفتوحة على البحر والشاعر منذ العنوان يعلن عن حبه لهذه المدينة باعتبارها مكانا ضم طفولته وذكرياته والقصيدة وفق هذه العلاقة يبوح فيها بحبه ويحاول خوض معركة ضد النسيان ليخلد ذاكرة المدينة وذاكرة الطفولة فهي قصيدة حب يتوجه بها الشاعر إلى مدينته مستحضرا الذكريات .


الشرح : المقطع الأول : ( حين تمددت = عبر البحر) : حين تمددت : تمدد : تعبير عن الراحة والاسترخاء والشاعر في هذا المقطع يتحدث عن نفسه ويعبر عن مشاعره وأحاسيسه وهو يخاطب مدينته الحبيبة ( شاطئك)علاقة الشاعر بمدينته علاقة حب ومودة والدليل على ذلك استخدام الفعل تمدد: أي استراح واسترخى .

البلاغة:تكثيف الاستعارات والتشبيهات : تشبيه الشاطئ بالقلب (الحب والعطف) تشبيه نبضات القلب بالمنارات التي ترعى قطعانها في الجبال الممتدة وهي استعارة إذ شبه الأضواء التي توزعها منارات القطعان .

الشرح : يعبر الشاعر عن حبه لمطرح فهي القلب النابض بالحب ويشير إلى عنصرين يميزان مطرح بحرها وجبلها .
الأفعال : أ- صيغة الماضي : تمددت: تدل على إن الحدث وقع في الماضي وانتهى 
ب- صيغة المضارع: تدل على حدث متواصل في الزمن لذلك فان إسناد الفعل الماضي هي كونه مجرد ذكرى عابرة بالمكان وليست دائمة في مقابل ثبات المكان وتواصله ورسوخه .
- من : أطلق: السفن: يتذكر الشاعر أيام طفولته في مطرح .
أطلق : أرسل-  مقلتيك : عينيك جمعها مقل – منجنيق : آلة للحصار ترمي حجارة ثقيلة تهدم بها الأسوار – زعيق : زعق : صاح صيحة مفزعة .

الشرح: يعبر الشاعر عن نشاط الطفولة وحيويتها مشبها" إياها بالمنجنيق ومن الذكريات المحببة في هذه المدينة اصطياد النوارس وهي طيور بحرية بيضاء تتجمع حول السفن.. والشاعر يكثف الشاعر معجم البحر ( نورس – سفن – بحر) وهذا يدل على ارتباط مطرح بالبحر وهي صورة لاتخلوا من ذاكرة الشاعر .
( نجومك أميرات... طريقهم للهاوية ...)
نجومك أميرات .. شبه نجوم مطرح بالأميرات : وهذا يدل على تألقها وتميزها وجمالها .
عريك: شبه مطرح بإنسان يتجرد ويتعرى.. العري من أجل الإضاءة والإنارة فمطرح في نظر الشاعر مبعث النور والإشراق . ( تتعرى لتغري الأعداء).
- تنير طريقهم للهاوية: الكلمات: ضحايا وهاوية: مفردات دالة على أنها             (مطرح)

تنير طريق الأعداء وتغريهم بعريها .. فإذا وصلوا إليها تلقيهم في الهاوية على شطآنها ويكونوا ضحايا.
- أبعثر طيورك... المراكب)  في هذا المقطع يتذكر الشاعر بعض الألعاب الطفولية  فمطرح تمثل مخزون الذكريات ومنها : إفزاع الطيور ليبقى وحيدا" الوحدة من أجل مناجاة مطرح والإصغاء إلى صوتها ...
- طفولة نبضك : تشبيه: شبه النبض بالطفولة وهذا دليل على البراءة والحيوية والنشاط وكأن الشاعر يرى طفولته في مطرح فكلاهما طفل بريء طاهر .
المنبثق : انبثق ( انفجر) وانبثق فعل دال على القوة وهو ما يعبر عن حركة المدينة المفتوحة على البحر – ضفاف : مفردها ضفة : جانب النهر = ضفاف مجهولة لعل المراد بالنبض الأمواج العاتية التي تتلاحق من أقاصي البحار.
- تمزق عواطفها: معاناة التجار وهو يواجهه الأمواج العاتية والشاعر جمع بين مفردين متباعدين في المعنى ( مزق – عواطف ) دلالة على شدة حبة لمطرح مدينته الصامدة في وجه أعدائها. وهي تشبيه العواطف بشيء مادي يمزق
- أشرعة المراكب إشارة إلى ابرز نشاط مارسه أهل مطرح وهو النشاط البحري بوسائل بسيطة معرضين أنفسهم للخطر( تمزيق الأشرعة)
- كم من القراصنة نزيف الغربان :    القراصنة مفردها قرصان: فئة من الناس     تستغل البحر للاعتداء واغتصاب أملاك الآخرين ..
- كم : خبرية للدلالة على الكثرة: كثرة من قصد مطرح بالسوء لكنه كان يعود خائبا" والشاعر يستعمل مفردات دالة على الهزيمة .
- سفح مجده : أي أضاع مجده : وهزم هزيمة منكرة .
- نزيف الغربان مكتظة بنزيف الغربان .. أي أن شواطئ مطرح عرضة للاعتداءات ولعل الغراب بما فيه من سواد يرمز إلى كل معتدي. لكن الشاعر يبرز انتصار مطرح بدليل استعمال نزف أي أضاع دما" كثيرا" إلى الموت ..  وتسفح ولها معنى قريب ومطرح صامدة أمام العدو
-  كم من التجار الغزاة عبروك في الحلم: فئة أخرى من الناس قصدت مطرح لكنها عبرتها وكأن إقامتها في مطرح كان حلما جميلا وانقضى.. وهذا دلالة على إن مطرح ثابتة راسخة ومن يقصدها من غزاة وتجار عابرون وزائلون.   
-  كم من الأطفال ... غامض( الأطفال رمز البراءة والطهر لذلك نجد الشاعر يهتم بكل ما فيه فرح وبهجة ( الجنون بمعنى العبث الطفو لي البرئ – ليلة بهيجة عيد ميلاد) فمطرح هي مدينة تتسع للجميع بحبها ولذلك فهي موطن الميلاد : ميلاد السعادة بالنسبة للشاعر
- عيد ميلاد غامض : صفة الغموض هنا لها دلالات : أبرزها التميز والتفرد ومطرح متميزة في نظر الشاعر ولذلك فان ليلة من لياليها مثل عيد ميلاد غامض ومن دلالتها أيضا": التفريق بين مطرح القديمة ومطرح الحديثة.
       يعدد الشاعر أصناف الناس الذين يزورون مطرح :
1- القرويون : يأتون إلى مطرح يحملون ذكريات الصيف الأليم بما فيه من تعب وأرق لأن مطرح بالنسبة للقرويين هي الفرح وهي الراحة ( الأعياد القزحية ) . والأمنيات المخمرة: استعارة: شبه الأماني بالمادة تخزن في الجرار وهذا يدل على إن القرويين يأتون إلى مطرح ليرتاحوا ويتخلصوا من عذابات الصيف
- الدنيا ذهبت بعيدا": أسوارك القديمة : مطرح ثابتة راسخة والناس ذاهبون زائلون .. مطرح متحذرة والدليل أسوارها التي تزداد شموخا" ( تتسلقين أسوارك) ومعنا : تتسلقين أسوارك أي تزدادين علوا" وشموخا" .
- مابين الطاحونة والمثعاب : الطاحونة والمثعاب رمز العمل المضني الشاق والمثعاب جمعها مثاعب : فجر الماء وأساله من الحوض وجمعها مثاعيب أيضا" وهي كناية عن الملل والتعب
- يتقيأ الحطابون : الحطاب هو رمز الإنسان العماني الكادح والذي يمثل الصباح له وقت وزمن بداية الشقاء ورحلة التعب بالنسبة للكادح.
- صباحات يطويها النسيان : لعل المراد هو إن الكادح يعمل ويجتهد لكن لا احد يعترف بجهده فسرعان ما ينسى جهده
- هذه القلاع : القلعة رمز من رموز الحضارة العمانية وهي التي تميز مدينة مطرح ودلالتها على صمودها ومواجهتها للعدو.  شبه القلاع بالإنسان يحاور تشخيص القلعة . والقلعة تحاور أشباحا في مخيلة طفل : إشارة إلى ذاكرة الطفل.
وما أختزن فيها من صور الأشباح... يتخيل الطفل أشباحا" تخيفه ذلك الخوف الطفو لي:
ومن ذلك بنات آوى وهي ( الثعالب ) حيث يتخيلها جريحة بين ظلال القلاع وهي ترمز إلى الموت المحتمل وهناك من أهل عمان من يرى أن صوت الثعالب صوت تشاؤم . وحيث كنا نرى: جملة معطوفة على سابقتها تدل على تدفق ذكريات الطفولة وما تحمله من صور هي كالأشباح : ومن هذه الذكريات الثعابين تدخل مغارة في الجبل : وهذا المنظر ترسخ في مخيلة الطفل يختزن : يقطع .
- لم أنسك يكرر هذا الفعل أكثر من مرة = دلالة على ارتباطه بمدينته .
- لم أنسك بعد كل رحلة بل بعد كل رحلاتي اللعينة, إشارة إلى حاضره فهو شاعر عاش الغربة وابتعد عن مدينته الحبيبة ووصف الرحلات باللعينة لأنها أبعدته عن مدينته.
- لم أنسى صياديك وبرصاك النائمين :  يعدد  تفاصيل من حياة مطرح
 الصيادون النائمون فهي صورة محببة للشاعر حملها معه إلى كل مكان زاره فهو معشوق يحب مدينته .
-  برص مفردها : أبرص وهو المريض جلديا .
- حين تمددت : دعوة الاسترخاء والراحة .... وعودة إلى السطر الأول .. فهي راحة يجدها وهو يتمدد على أرض وطنه.. ها هو يشبه البحر بالإيقونة( الصورة المقدسة) عند المسيحيين .... بحر مطرح يرتقي إلى مرتبة التقديس : كما يقدس النصارى بعض شخصياتهم يقدس الشاعر بحر مطرح
- لم أكن أعرف شيئا" يعود إلى طفولته وبراءته فهو في طفولته لا يعرف إلا الأشياء البسيطة مثل ارتجافة العصفور في خصر مطرح الصغير وهو يشبه مطرح بالطفلة الصغيرة: طهارة العصفور وطهارة الطفولة. - حب الشاعر لمطرح ومحاولته ترسيخ صورتها بالعودة إلى الذاكرة.